الأحد، 31 مارس 2019

خواطر ليلية.. مأخوذة عن قصص حقيقية

1- (عن شاب ثلاثيني)عندما أخبرني الطبيب أني مصاب بهشاشة في العظام، شعرت يومها أنه نجح جزئيا في التشخيص، فأنا أعاني من هشاشة في النَفس لا العظام، نفسي أصبحت «هشّة» حقًا، أضعف الصفعات تنجح في كسرها وتترك أثرًا لا أقوى على التعافي منه، نَفسي أصبحت أضعف من الحزن والاشتياق والحب والفراق وأضعف أيضًا من الطموح، أصبحت أشبه بالزجاج الذي أصابه السرطان وانتشر فيه وتمكن منه، وأصبح ينتظر أي صدمة تمثل رصاصة الرحمة وتقضي عليه وتسقطه فتاتًا على الأرض.. حتمًا أنا مصاب بالهشاشة الآن؛ تُرى متى أصاب بالسرطان؟!
2- (عن سيدة خمسينية)الخوف يسري في محيطي كما تنتشر العفاريت في الظلام، لا أعلم مدى حقيقة وجود «عفاريت» ومدى ارتباطها بالظلام، ربما فقط هي محض هواجس ترسخت في ذهني عندما كنت طفلة صغيرة، ولكن الخوف أيضًا حال بيني وبين مواجهة تلك الهواجس، ولكني أعلم يومًا أني سأقف في الظلام وأحدث العفاريت بأعلى نبرة في صوتي وأقول لهم: «أنتم وهم»، ولكني أخشى أن أخاف.
3- (عن فتاة عشرينية)منذ رحل عني وأصبحت أعشق النوم، واعتبرته صديقي الأبدي، أصبحت أكره النظر في الساعة أو السؤال عن التوقيت فكل الأيام أصبحت تشبه لبعضها البعض، النوم أحيانًا يحاربني بسلاح الكوابيس وكأنه سأم صداقتي له، ولكني اتوسل له أن يرحمني ويحتويني مجددًا؛ فربما يأتي في الأحلام.
*«عندما سألتها: تتحدثين عن من؟» قالت: «عن كل شيء اضطررت لتوديعه»
4- (عن شاب عشريني)ربما فشلت في كل شيء، ولكني نجحت في كل ما هو سيئ من وجهة نظرهم، أنا لم أضر أحدًا سوى نفسي، وأنا أيضًا الذي لم أعرف السعادة والنشوى كما عرفتها مع كل تصرف خاطئ وتجربة جديدة، في ليلة القدر الماضية تحمست للذهاب إلى المسجد وخاطبت الله عزّ وجلّ ولكني شعرت أنه لا يسمعني، ربما لأني لم أكن أبكي مثل الشخص التقي الذي وقف جانبي، وربما لأني لم أكن خاشعًا وطالما فكرت في الفتيات اللاتي ارتدين تلك العبايات السمراء الضيقة.
ربما لم أكن خاشعًا ولكن حتمًا أنا الصادق الوحيد ضمن هذا الجمع، فلم أستكمل الركعة الرابعة من صلاة التهجد، وسلمت سلام الصلاة وخرجت، لم أجد ما أريده في المسجد، ولا أعلم إلى أين أنا ذاهب أو متى سأعود للمسجد، أنا توقفت عن التخطيط منذ سنوات.
5- (عن زوجة ثلاثينية)شهادة وفاة المُحبة تصدر من عين حبيبها عندما تشتهي غيرها، لا أستطيع أن أتهمه بشيء لأنه ليس خائنًا، إنها محض نظرات شهوة وإعجاب، لقد انغمست في الحياة والواجبات المنزلية حتى فقدت عملي وأنوثتي وفقدت مظهري وجمالي تدريجيا، تارة بعد تارة أصبحت أشبه والدتي وخالتي واعتبرت رسالتي في الدنيا تقتصر على إدارة شؤون الأسرة، ولكني أفتقد نظراته للبنات المحيطات به، أحتاج تلك النظرة وبشدة، أعلم أن جسدي لم يعد بالممشوق، ربما أيضًا قدرتي الجنسية انخفضت وأصبحت علاقاتنا متباعدة، أصبحت أكره جسدي وأتجنب النظر له في المرآة.
قاطعتها: «لماذا لا تحملينه الخطأ هو؟ ولماذا لا تتحدثين معه بشان تلك الهواجس؟»
ردت بائسة: «الكلام فقد رونقه مثلما فقدت حياتنا رونقها.. وأيضًا تعودت أن أحمل نفسي الخطأ حتى أصبحت تلك هي ميزتي الأخيرة في نظره».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق